يقول هوبريتش: "إن ذوي المستويات المرتفعة من النرجسية يملكون القابلية والقدرة على التعاطف"، لكن في النهاية، تأتي احتياجاتهم الشخصية في المقام الأول. "كثيرا ما يكون التعاطف سطحيًا وقصير العمر. سينتبهون إلى معاناة الآخر، لكن ذلك سينسى سريعا، كي تتسنى لهم العودة إلى الاهتمام بأنفسهم".
يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
يصبح لديه/ها سيطرة كاملة على أفعالكم، وأفكاركم، وعلاقاتكم الاجتماعية، بما في ذلك وجودكم على الإنترنت، وإن حاولتم وضع حدود شخصية لكم، سيقلبون الطاولة عليكم ويصفونكم بالتطلب والاحتياج الدائم وفجأة يتحول المديح إلى نقد متكرر، وقد يصحبه استخدام أسماء وصفات للتحقير منكم.
قد يؤدي الاهتمام المبكر الصريح بالنجاح إلى تعلق غير آمن بين الوالد والطفل، إذ ينشأ الطفل على أن حب الوالد واهتمامه لا يتاح إلا عند تحقيق الطفل لتوقعاته العالية.
لا يوجد سبب واضح ومعروف يتسبب في إضطراب الشخصية النرجسية، ولكن يُمكن أن ترتبط هذه الحالة بعدّة عوامل، ومنها كالآتي:[٢]
الغطرسة : النرجسي الذي يشعر بالدونية أو التقلص في الحجم الاجتماعي يسعى إلى إعادة تضخيم نفسه عن طريق إهانة الآخرين أو إهانتهم.
يغني هذا المتبجح مفتول العضلات قائلا "أجل، أنا مخيف، فكما اتبع الرابط ترى، أملك عضلات أيدٍ ضخمة، أنا ماهر في البصق على وجه الخصوص ويغطي الشعر كل بوصة من جسدي". بالطبع قد يرى النرجسيون أنفسهم فوق الجميع. واحد بالمئة من أجل مواهبهم، ومظهرهم، ونجاحهم، أو كل ما سبق.
البيئة: عدم وجود توافق في العلاقة بين الأطفال والوالدين، سواء كان ذلك بالاهتمام أو النقد المفرط، والذي يؤثّر بشكل سيّئ على الطفل، [٢] فقد يرتبط هذا الاضطراب ببعض الظروف التي مرّ بها الشخص في مرحلة الطفولة، مثل: الدلال الزائد، أو الإهمال، أو سوء المعاملة.[٣]
وتواصل تحذيرها من "جدية النرجسيين الزائفة، وتصرفهم بطرق تبدو لطيفة، لكنها تكون من قبيل التلاعب غالبا، بل مجرد حيلة لإبقائك على صلة بهم، أو للحصول على شيء محدد منك في المقابل".
قد يظهر النرجسي سلوكا دفاعيا أو غاضبا في مثل هذه اللحظات. يقول بروميلمان: "عندما لا يحصلون على التقدير المطلوب، يشعرون بالخزي ويتجاوبون بعدوانية".
وهو -بحسب الدكتورة مان- يميل إلى أن يكون عدوانيا ولكن بشكل سلبي، فيُظهر المسكنة والعجز، ويُفضل تقديم نفسه كضحية، ويبرع في استخدام البكاء لجذب الانتباه، والتصرف وكأنه يعاني من القلق أو الاكتئاب.
يُسبب اضطراب الشخصيّة النرجسيّة مشاكل كثيرةً في مجالات الحياة، مثل علاقات العمل، أو المدرسة، أو الشّؤون الماليّة، إذ لا يشعر المُصاب بالرّضا لعدم حصوله على امتيازات أو الإعجاب الذي يعتقد أنه يستحقّه، وبالمقابل، قد لا يتمتّع الآخرون بوجوده، ولذلك تكون علاقاته مُضطربةً.
يقول مالكين: "حتى الشريك يمكن التضحية به، لو أن ذلك سيشعرهم بالتفوق".
ويشير إلى أن تبني الأبوين نمطاً سلوكياً في تربية الأبناء يميل إلى تشجيع أطفالهم على الشعور بالاعتداد بالنفس إلى درجة مفرطة يمكن أن يؤدي كذلك إلى أن يصبح الأطفال نرجسيين.